ذكر اللاعب العراقي المحترف حسين علاء حسين ،انه أول لاعب كرة قدم عراقي يحترف اللعب في الدوري الصيني ( السوبر ) وثاني لاعب عربي ،كما تحدث عن تجربته الاحترافية الجديدة في الصين والفارق بين دوري الكرة العربية والدوري الصيني وجوانب فنية أخرى من خلال الحوار الأتي الذي اجريناه معه خلال تمتعه بأجازة عيد الاضحى في منزل العائلة بمدينة الكوت:
س : كيف كانت الرحلة نحو الملاعب الصينية ؟
ج : عن طريق احد وسطاء الأندية الصينية الذي قدم لي خلال تواجدي في دولة المغرب عرضا للعب مع احد الأندية المعروفة في دوري الكرة الممتاز ( السوبر ) الذي أعلن عن حاجته للاعب أسيوي مدافع ، لان تعليمات الاتحاد الصيني تسمح للأندية بإشراك ثلاثة لاعبين أجانب ولاعب واحد أسيوي في كل مباراة .
س : وهل تم الاتفاق مباشرة لتمثيل النادي الصيني ؟
ج :اطلعت على نتائج نادي ( جنداوجنون ) وترتيبه العام في دوري إقليم ( شان شي ) الذي يبعد عن العاصمة بكين مسافة سبع ساعات عن طريق البر جنوبا ، حيث سافرت إلى هناك ولعبت مع الفريق مباراتين على سبيل الاختبار آذ كان ثلاثة لاعبين أسيويين معي ضمن الاختبار الذي أجراه مدرب الفريق الصربي وهو نفسه الذي اشرف على تدريب المنتخب السعودي عام 2001 ، حيث قدمت مستوى متميز في المباراتين مما دفع بمدرب النادي الطلب من الإدارة بتوقيع عقد معي.
س : ماهي المدة التي لعبت فيها مع نادي جنداوجنون ؟
ج : لعبت لمدة أربعة أشهر ، وهي مدة المرحلة الثانية للدوري التي التحقت خلالها بصفوف الفريق الذي كان يحتل المركز العاشر في تسلسل جدول الفرق الثمانية عشرة .
س : هل تمكنت من تسجيل أهداف في الدوري الصيني ؟
ج : نعم وبالرغم من أني العب بمركز دفاع متأخر إلا أني تمكنت من تسجيل ثلاثة أهداف ، وأحرز الفريق ستة انتصارات متتالية في أول ستة مباراة خضتها معه ، مما دفع الجمهور الصيني إلى التعاطف معي بشكل كبير وتشجيعي بطرق متميزة من خلال وضع علميين عراقيين في الملعب بطول 16 متر لكل منهما.
كما انني ساهمت في إحراز فريق النادي المركز الثامن بفارق ثلاث نقاط عن صاحب المركز الأول ، مما يدلل على قوة الدوري الصيني وارتفاع مستواه خاصة بعد أن تم اختياره ثاني أفضل دوري في أسيا بعد اليابان .
س : ماذا اكتشفت في الدوري الصيني ؟
ج : انه دوري ممتاز ويطور كثيرا من أمكانية اللاعب المهارية ، حيث منهاج التدريب يشتمل على وحدات تدريبية صباحية ومسائية ، وانصح اللاعبين العراقيين المحترفين بالتوجه صوب الدوري الصيني لأنه الأفضل في أسيا .
س : كيف تعاملت معك الصحافة الصينية ؟
ج : بعد لحظات من وصولي إلى الفندق الخاص بالنادي طرقت باب غرفتي الصحافة الصينية وأجرت لقاءً مطولاً معي بعد أن اخبروني بأني أول لاعب عراقي يلعب في الدوري الصيني ، وبعد تقديمي المستوى المتميز أفردت لي كبرى الصحف الرياضية هناك مساحات واسعة لي ونشرت فيها صوري خلال المباراة مع الفريق .
س : الجمهور الصيني كيف تعامل معك ؟
ج : كان استقبل الجمهور لي رائعا حيث أنهم يحبون العراق بشكل لايوصف ، وخلال نزولي في بعض الأوقات بغرض التسوق يتجمع حولي العشرات منهم لطلب التوقيع أو التقاط الصور التذكارية.
س : وهل واجهت صعوبة في اللغة أو الطعام الصيني ؟
ج : بالنسبة للغة هناك مترجم للغة الانكليزية التي أجيدها أنا رغم إني تعلمت بعض مفردات اللغة الصينية التي تستخدم في الملعب ، ولكني واجهت صعوبة خلال الأيام الأولى بالنسبة للطعام حيث يأكل الصينيون كل كائن حي يسير على أربعة قوائم ، ولكنهم كانوا يراعون ظروفي فيقومون بطبخ الرز والدجاج والسمك .
س : هل لك أن تصف منهاج التدريب الأسبوعي للفريق ؟
ج : يتضمن المنهاج التدريبي 12 وحدة تدريبية على مدة خمسة أيام في الأسبوع ، صباحا تكون مخصصة للياقة البدنية وتستمر لفترة ساعتين وفي المساء يتم التركيز على تمارين الكرة وتطبيق الخطط المهارية ، وفي اليوم السادس يتم تقسيم الفريق إلى مجموعتين لاختيار التشكيلة النهائية للمباراة القادمة التي تقام في اليوم السابع .
س : ماهو الفرق بين الدوري العربي والدوري الصيني من وجهة نظرك ؟
ج : بعد أن لعبت في الدوري الإماراتي والمغربي والعراقي وجدت في الصين فارقاً كبيراً بين الدوريين من حيث طريقة التنظيم واحترام عامل الوقت الذي يحسبون له كل النجاحات المتحققة ، إضافة الى الالتزام الكبير من قبل اللاعبين خلال التمرين وتوفير كافة المستلزمات والتجهيزات الرياضية لإنجاح مهمة الفريق ، على العكس من القائمين على تنظيم الدوري العربي فهم لايفكرون بعقلية الإداري المحترف بالرغم من توفير الملاعب والمستلزمات الأخرى .
س : وهل هناك متابعة للوضع العراقي من قبل الجمهور الصيني ؟
ج : قد لاتصدق ما سأقوله لكم بعد حصول انفجار يوم الأربعاء الدامي في بغداد كان أول من اخبرني بالحادث هم الجمهور الصيني الذي كان متعاطفا بشكل كبير مع الضحايا من خلال تقاسيم الحزن البادية على وجوههم وهم يحدثونني بالخبر ، كما أنهم يتابعون أخبار المنتخب العراقي باعتباره بطل أسيا ، وهم مطلعون بشكل كبير على حضارة وادي الرافدين .
س : هل ستستمر مع الفريق نفسه للموسم المقبل ؟
ج :أنا أفضل الاستمرار مع الفريق خاصة بعد أن تأقلمت مع أجواء اللعب هناك ، ولكني انتظر اتصالا من مدير أعمالي حول وجهتي المقبلة بعد أن قدمت عدة أندية صينية عروضا لي للعب معها في الموسم المقبل الذي ينطلق في شهر شباط 2010 .
س : هل تتابع موقع كرة عراقية ؟
ج : نعم انه النافذة الوحيدة التي اطل من خلالها على اخبار وطني العراق ، وكذلك اتابع كل ماينشر عني فيه من خلال مساهمات بعض الاصدقاء من اعضاء مكع .
س : وماذا عن امنية اللعب في صفوف المنتخب الوطني العراقي ؟
ج : هي امنية تراودني منذ وقت طويلة واتمنى تحقيقها في ظروف افضل من الظرف الحالي ،
ومن خلال مشاركتي في الدوري الصيني تطور مستواي الفني كثيرا عما كان عليه في الدوري الاماراتي الاخير .
يذكر أن اللاعب العراقي حسين علاء (مواليد 1987 ) وكانت بدايته مع ناشئة الكوت ثم الزوراء والصناعة ولعب لمنتخب الناشئين ثم منتخب الشباب العراقي واختير أفضل لاعب في البطولة الآسيوية التي أقيمت في الدوحة 2002 وانضم إلى نادي العين للعب معه آسيويا عام 2004 ثم انتقل للعب مع نادي النصر بفريق الرديف لمدة موسمين حصل خلالها النادي على لقب الدوري ونال اللاعب جائزة أفضل لاعب آنذاك ، ثم انتقل إلى نادي الوداد البيضاوي المغربي ونادي الفتح الربا طي لمدة موسمين ثم لعب لنادي الحميرية الإماراتي بداية هذا الموسم وأنهى علاقته بالحمرية بعدما لعب سبع مباريات فقط مع الفريق ، بعدها لعب لنادي الشارقة الإماراتي ضمن دوري أندية أسيا .