أحتاج أحيانا لسماع صوت المطر.. والإحساس بالبرد في داخلي.. كي أظل قادرة على التنفس.. لأن المطر يذكرني بك.. لكن الأحياء مهما بلغت آلامهم.. ومهما ذرفت دموعهم.. سينسون الأموات في لحظة ما.. حتى لا يعودوا يذكرونهم.. إلا في قمة أفراحهم.. أو عند الجوع.. أو البرد الشديد.. لأن الصور ستخلوا من الذكرى.. فالأموات لن يسكنوا عيون الشمس بعد الآن.. فالشمس تشعرهم بالفناء.. والأموات لا يحبون الفناء.. بت أنهض كل صباح.. وأنا أحس بأن لي موعدا مع صديق سيأتي لاصطحابي في سفر.. كانت تذكرته هذه الغربة التي فتتت صفائح دمي.. أشعر بك أيها البرد في عيوني.. في أناملي.. تخرج كل لحظة لتعود لصميم قلبي.. أشعر بك تسكنني.. تحطمني ببطء.. بعد أن سكنت الليل.. أشعر بأن الحياة و الموت مجتمعان بي.. أشعر بالحكمة والجنون.. بعشقي وكرهي.. لكل تلك التناقضات.. لا أدري لم يسمون الموت موت والحياة حياة.. ان كنت سأعيش بعد هذا الموت.. وأموت بعد هذه الحياة.