إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
هدفت من هذه الدراسة الوقوف على الصحيح من خبر الدجال، وعرض خبره بطريقة علمية بسيطة، تمكن القارئ من التوصل إلى ما يحدث في هذه الفتنة دون تعرضه إلى الحشو الممل، أو النقص المخل، أو الغوص في أوحال الخرافة والخيال.
وقد اتبعت في هذه الدراسة منهجاً علمياً، في إثبات الصحيح من الحديث دون الضعيف، والبناء عليه، مستشهداً بالآيات ذات العلاقة، عارضاً لأقوال العلماء في تفسير النصوص الواردة في الموضوع.
وقد جاءت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة حيث تناولت في الفصل الأول شخصية الدجال، من حيث إنه علامة من علامات الساعة الكبرى، وثبوت الاعتقاد به، وخلقه، وصفاته الخلقية، وصفاته المعنوية، ومكان وجوده وخروجه، وابن صياد وعلاقته في الدجال .
أمَّا الفصل الثاني فقد ناقشت فيه فتنة الدجال من حيث موقع فتنة الدجال بين أحاديث الفتن، وأثر فتنة الدجال على عقيدة الناس، وتحصين المسلم نفسه من فتنة الدجال، وفلسطين والدجال، وفتنة الدجال بين الإحباط والأمل.
كما ألقيت في الفصل الثالث الضوء على بعض الكتب التي تناولت الدجال، وقسمتها إلى قسمين: كتب تقليدية، وكتب فيها شيء من الحداثة في الطرح، وفي القسم الأول تعرضت إلى ثلاثة كتب، وفي القسم الثاني إلى كتابين.
وفي الخاتمة قدمت أبرز النتائج التي تحصلت لدي من دراستي ومن أبرزها: أن الدجال حقيقة واقعة لا محالة، وهو من عقائد الأمة، وكل ما أخبر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خوارق الدجال على ظاهره، وأن فتنته تعم الأرض، وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد بين ما يقي المسلم به نفسه من فتنته، وأن الدجال له موعد في فلسطين لن يخلفه، وليس كل ما حوته الكتب ذا قيمة علمية.