بيّنتُ في هذه الدراسة أحداث قصة لوط مع قومه، في كلّ من القرآن الكريم والتوراة ، و قمتُ بعقد مقارنة بين أحداث القصة في الكتابين، مبيناً أنّ التوراة تتفق مع القرآن الكريم في بعض الجوانب؛ كرسم ملامح القصة العامة، ولكنّ اختلافهما كان أوسع وأشمل عند الحديث عن الجانب التفصيليّ، والقرآن الكريم ينفرد عن التوراة بالتركيز على مواطن العبرة والعظة في القصة، بينما تركز التوراة على السرد القصصي بعيداً عن العبر والعظات.
وقد بيّنتُ التكريم الربانيّ للوط (عليه السلام) في القرآن الكريم، والإساءة المتكررة له في نصوص التوراة ، وبيّنتُ صبرَ لوط وثباته في وجه انحراف قومه وطغيانهم، وهو يدعوهم إلى العفاف والطهر.
ومن خلال هذه الدراسة يتبين للقارئ الكريم كثرة التحريف والتزييف الممنهج في التوراة ؛ لما فيه من تعدٍّ على الله، وعلى نبيّه لوط (عليه السلام)، ووصفهما بأوصاف لا تليق بمقام الألوهية والنبوة، مدللاً على الانحراف العقدي والسلوكي لليهود في نظرتهم للإله والرسل الكرام.
وقد جعلت فهرساً للموضوعات، وفهرساًَ للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث النبوية الواردة في البحث، وترجمتُ لبعض الأعلام، ممّن تقتضي الترجمة لهم، وجعلتُ فهرساً للمصادر والمراجع. سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي.